عيناي لم لا تطيعين أوامري ...ماذا بك ؟!!....لقد ضقت ذرعا بك ..
لماذا لا تستطيعين ..فقط حاولي ..
لقد كان الأمر سهل من ذي قبل ما الجديد بك ..
طلبت منك مرارا و تكرارا ان تفتحي ..لماذا تأبي ..
حاولت أن افتح عيناي ..لم أستطع
هل فعلا أصابهما شئ ..أم اني لا استطيع كي لا أري الواقع المرير المنتظر
أشعر بدوار شديد ..يالله لكم يوما نمت ..أشعر و كأني في هذه الحجرة المظلمة منذ قديم الأزل ...هل هي فعلا مظلمة ..أم اني لا أستطيع فتح عيني .و لكني لم أعاني أي صعوبة في فتحها من ذي قبل ..إذا لابد من أن الحجرة مظلمة ..و لكن ما هذه الرائحة الكريهة التي تفوح من هذا المكان ..لم أعتادها ..
يالله إنها لا تطاق ..أي مكان عفن هذا
أحاول القيام...لتفحص المكان علي الأقل ..لكني لا أستطيع و كأني مقيدة ..عاجزة عن الحركة ..ماذا بي ماذا أصابني لماذا تخونني هذه المرة يا جسدي !
لقد كنت دوما طوع بناني و رهن إشارتي ..لماذا لا تستجيب لماذا لا تستجيب لأوامري هذه المرة
....
..و لكني كافحت حتي أستطعت الجلوس فقد كنت مغطاة بملائة عجيبة لم ارها من قبل
و هنا دوت مني صرخة ألم رهيب هزت أركان المكان من حولي ..
لقد صدمت رأسي بسقف مسلح ..ما هذا أحجرة للأقزام أم ماذا ..رباه ساعدني
ظللت أزحف في المكان من حولي ..و لكن يدي كانت تلمس أشياء غريبة ..لم أستطع تبينها في البداية ..!!!
لا لقد عرفتها منذ الوهلة الأولي ...لكني لا أستطيع التصديقأمعقول هذا !!!إنها عظام و جماجم و اصابع ,.....و ...و فئران
يالهذا الحظ العسر ..أين أنا ..أين أنا ...
هل تم أختطافي ...هل انا مسجونة ..هل أنا ..هل انا ...لقد خطرت ببالي فكرة جنونية ..أيعقل أن أكون ميته ...لا هذا مستحيل ..
و لكن هذا المكان ليس له أي وصف أخر إلا كقبر ..مدفنة ..تربة
لا..لا تحاولي إقناعي اسكتي ...يالله كفاك
لم أستطع إيقاف صوت النفس ...فقد حدثتني نفسي طويلا إلي أن اقتنعت بحديثها للأسف
نعم فليس لهذا المكان أي تبرير غير أنه قبر .و لكن ما الذي جاء بي إلي هنا ..فالقبر لا يأتيه إلا الموتي ..و أنا لست ميته ...
و ما أدراك ؟؟!!!!
ربما تكوني ميته ..يالله كفاك هذا الحديث الان
أيعقل ان يشعر الميت بما حوله و يتبين المكان و يخبط و يتألم و يزحف ..
لا لا هذا غير معقول ..بل هذا مستحيل ..
و ما أدراك بما يحدث للميت بعد دفنه هل مت من ذي قبل
لا يا نفسي لا تحاولي إقناعي هذه المرة فأنا علي يقين من هذا
ما شاء الله و من اين جئت بهذا اليقين ..اسكتي يا نفسي كفاك
و لكني لم أستطع الإستجابة لنفسي هذه المرة و لم أستطع تصديق حديثها ..فظللت أصرخ في المكان و اخبط الحائط من حولي و أنادي
هل من أحد هنا ؟؟هل هناك من يسمعني ؟؟هل انا وحيدة في هذا المكان ؟!! إن كنت قد مت فأين الموتي الأخرون لماذا لهم هيكل و جماجم و ليس لي لماذا ...؟!
يالله ساعدني لا أستطيع الموت الأن ..ياربي لست مستعدة للقاك
يا رحيم أرحمني أعطني مهلة إن كنت فعلا ميته ...
أريد العودة للدنيا فقط ليوم واحد ..فقط ياربي ليوم واحد ..
يالله لا أستطيع الموت الان ...لا استطيع
ثم أنادي يا اهل الأرض أسمعوا من هم تحت الأرض
يا ناس يا بشر .هل من أحد يسمعني ..أنا هنا
ساعدوني ..ساعدوني ..و لكن لا مجيب ..لا مجيب
هل أنا ميته بالفعل ,,ما هذا الوهم الكبير
و لكن ما العمل الأن هل سأظل حبيسة هذه المقبرة للأبد ..ما الذي جاء بي إلي هنا ؟؟!!
لا أتذكر أي شئ ...لا غير معقول ..مستحيل فانا لا أتذكر اسمي أصلا
..لا أعرف من أنا ؟!!لا اعرفيالله إن كنت صالحة فأدخلني جنتك حالا و إن كنت طالحة فأفقني من هذا الكابوس اللعين الذي أنا فيه و أعطني مهلة أخري للحياة
من انا ...من انا ..
لقد تعبت ..نعم تعبت فجلست أسترخي فالصراخ قد هدني
مهلا لقد بدأت أتذكر انا ....غير معقول أن أكون أنا هذا الشخص ..ياليتني ما أستعدت ذاكرتي علي ما أذكر فأنا فتاة في نهاية العقد الثاني من عمرها
يالله لقد كنت في مقتبل شبابي لماذا أمتني الان ...يا ربي إني غير مستعدة لهذا الحساب الأن لقد كنت دائما أسمع عمن يموت و لكن هذا الحدث الجم كان بعيدا كل البعد عني و كاني محصنة منه أو عندي إعفاء
ياربي لم أتخيل يوما أني ساموت لم أتخيل يوما أني سأقف هذا الموقف العظيم لذلك لم أستعد له لقد كان الموت بعيدا كل البعد عني لقد كنت شابة بلا أمراض أي لا أسباب له ..
لماذا قبضت روحي الأن ...ياربي أعدني فقط ثانية ...ثانية واحدة لأعبدك و أطيعك
و هنا تذكرت قول ربي سبحانه و تعالي
"حتي إذا جاء أحدهم الموت قال ربي أرجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها و من و رائهم برزخ إلي يوم يبعثون "
ياربي ...سبحانك يالله لقد كنت دائما أستمع إلي هذة الأية ..و لكني ما شعرت بمعناها إلا الآن ...لقد كان قلبي حجرا قاسيا
أمعقول يا الله أن أكون في هذا الموقف فعلا هل أنا مت الان ..هل سأشعر بكل هذا الندم ..أين كان عقلي أمغيب كان ؟؟!!!
الموت كأس و كل الناس شاربه
"كل من عليها فان و يبقي وجه ربك ذو الجلال و الإكرام "
"كل نفس ذائقة الموت "
"كل شئ هالك إلا وجهه"
إذا لماذا ...لماذا كان هذا الموقف العظيم بعيدا كل البعد عني لماذا ؟؟
ياربي لم يسبق ان وقفت هذا الموقف من قبل ..لم يمت لي أحدا ..لم أزر قبرا قط ..لذلك لم أتخيل نفسي في هذا المكان أبدا ..و لكن ..هنا سمعت ضجة كبيرة أفاقتني من هذا التفكير العميق الذي أستغرقت فيه نعم لقد سمعتهم ..يودعونني ..يبكون ...يتركونني و يرحلون
الصوت يتلاشي شيئا فشيئا
و هنا صرخت ..ناديت بعلو حسي
أبي ..أمي ..أخوتي ..أقاربي ..أصدقائي
أين أنتم ذاهبون .....أوحدي تاركون
فقط أسمعون ....صوت قلبكم الحنون
إنه يعرف أين أكون ....تحت أقدامكم و حدي أكون
بالله عليكم لا تذهبون
بجواري أبقون .....في مصيبتي واسون
لاتذهبون ...دائما بجواري تكونون ....أعني الأن تتخلون ؟؟؟!!!!!!
و ظللت أبكي و أصرخ و أنادي ..و لكن ما من مجيب ..ربي أفقني من هذا الموقف الكئيب
أرجعني لأمي لأبي لأهلي ..أعدني من غربتي يا ربي
أوحدي سأكون أواجه هذاالموقف الرهيب ...أسأعيش هنا أم أين سأكون ..
و هنا سمعت صوتا غليظا ينادي ....
...
تحياتي
"
أنتظروا الجزء الثاني "