الخميس، 6 نوفمبر 2008

ماذا تفعل لو كنت مكاني "الجزء الثاني "


أبي ..أمي ..أخوتي ..أقاربي ..أصدقائي

أين أنتم ذاهبون .....أوحدي تاركون

فقط أسمعون ....صوت قلبكم الحنون

إنه يعرف أين أكون .............

تحت أقدامكم و حدي أكون.........

بالله عليكم لا تذهبون ............

بجواري أبقون ................

.في مصيبتي واسون..........

لاتذهبون ...دائما بجواري تكونون

أعني الأن تتخلون ؟؟؟!!!!!!!!!!

و ظللت أبكي و أصرخ و أنادي ..و لكن ما من مجيب ..ربي أفقني من هذا الموقف الكئيب أرجعني لأمي لأبي لأهلي ..أعدني من غربتي يا ربي أوحدي سأكون أواجه هذاالموقف الرهيب ...أسأعيش هنا أم أين سأكون ..و هنا سمعت صوتا غليظا ينادي ....ويحك ابن آدم أليس قد حذرتني و حذرت ضيقي و نتني و دودي فماذا أعددت لي!!!

..............ماذا أعددت لي ..........ماذا أعددت لي ..............

ظل الصوت الغليظ يتكرر..و صداه اللعين يعلو ..وقلبي الحزين يخفق...

لم أتبن من أين يأتي ...يبدو و كأنه يأتي من أركان المكان ..من جدرانه .من أرضه ....من سقفه ...

نعم إنه القبر يخاطبني .!!!

أكل هذا صحيح..أنا ميته لا محال ..

فظللت أعد نفسي للمرحلة التالية ..

نعم فلقد تعلمت إن لم أعد نفسي في الدنيا فسأعد نفسي الآن .

سيأتي ملكان يسألاني ..ماذا تقولي في هذا الرجل محمد فسأجيب أشهد أنه عبد الله و رسوله فأنا مؤمنة و الحمد لله ..فيقولان لي :أنظري إلي مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة .."و هنا حمدت ربي علي نعمة الإيمان ...فلقد تخيلت و ضعي إن كنت كافرة و دار في ذهني هذا المشهد الرهيب ..يأتيالملكان و يسألاني ماذا تقولي في هذا الرجل محمد ..فأجيب لا أدري كنت أقول كما يقول الناس ..فيرد علي الملكان لا دريتي و لا تليتي ثم يضرب بمطرقة من حديد بين أذني فأصيح صيحة يسمعها من عليها غير الثلقلين

و ظللت أحمد ربي علي نعمة الإيمان ...الحمد لله ..الحمد لله

و هنا سمعت ضجة في المكان من حولي ..

لقد عاد نعم لقد عاد صوت أهلي و أحبتي ..بل لقد رأيتهم ...نعم رأيتهم ملتفين حولي ..محاولين إيقافي ..منهم من يحمل الماء ..و منهم من يحمل العطر ..!!!



لحظة ...لحظة ...يبدو أني عدت للحياة ...وهنا أنطلقت مني صيحات متسارعة لقد عدت ..عدت الحمد لله ..الحمد لله و سجدت سجدة شكر لربي العظيم ..لقد استجاب لي نعم أعادني لدنياي لأعبده ..نعم سأعبده دائما ...فهو الرحيم لقد أنقذني من موقفي العظيم تباركت ربي يا رحيم

و لكن بعدما هديت من هذه الصيحات الهستيريه التي كنت أصرخ بها فهمت من أهلي أني لم أمت أصلا ..بل كان وهمي الكبير فقط كنت أقرأ أن الربيع بن خثيم قد حفر في داره قبر فكان إذا وجد في قلبه قسوة دخل فيه فاضطجع ثم يصرخ (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت) ثم يرد على نفسه: يا ربيع قد رجعت فاعمل........!!





و يبدو أنني تأثرت بالفكرة جدا ..و قررت تنفيذها لما و جدت في قلبي من قسوة و بالفعل أتخذت من سريري قبرا ...و تقمصت الدور جيدا ..و من شدة تأثري ذهبت في غيبوبة ..و شاهدت ما كان ..و عشت لحظات الموت الحقيقية فعلا ..و رأيت قبري حقا ..

و كان ما كان ..!!!



فيالرحمتك يالله أردت فقط لين قلبي ..فأريتني قبري ..و أسكنتني به ...ثم أحييتني لأنال فرصة أخري ..



فيا من لم تري قبرك ..و لم تعش ما عشت

ماذا تفعل لو كنت مكاني ...أسأل نفسك



و لكني سألت نفسي نيابة عنك ..ماذا لو كانت هذه الغيبوبة بلا رجعة ..؟؟؟ماذا لو لم تكن لهذه القصة جزءا ثانيا ؟؟؟

ماذا ..و ماذا ..و ماذا ؟؟؟

ماذا أفعل كي أنجو من عذاب القبر ..و كان مما قرأت أن عثمان بن عفان"رضي الله عنه " إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فسئل عن ذلك وقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي إذا وقفت على قبر؟ فقال: سمعت رسول الله يقول: ((إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعد أشد


و قول الرسول "صلي الله عليه و سلم ""كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة"

و من أقوال ابن القيم أن أنفع الأسباب المنجية من عذاب القبر أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ثم يجدد له توبة نصوحا، ويفعل هذا كل ليلة فإن مات من ليلته تلك مات على توبة وإن استيقظ استيقظ مستقبلا للعمل مسرورا بتأخر أجله حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته

هذا عن عذاب القبر فماذا عن عذاب جهنم !!!!

راجع نفسك ..و حاسبها دوما و لا تظلمها ..؟؟


و تذكر دائما ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟؟؟؟؟


تحياتي