الجمعة، 2 يوليو 2010

تفاصيل إعتقال أبي


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

شاء القدر ان اكون شاهده علي مهزله تعيشها عدد لا بأس به من الأسر

بل وشاء أن أري و أتعايش مع تفاصيل هذا المشهد الأسطوري كاملا ...ربما لم يحالفني الحظ

سابقا من مشاهده هذه الواقعه _بالرغم من تكرارها في منزلنا _و لكن سبحان الله كنت انام

قبلها بقليل و أستغرق في سبات عظيم يفصلني عن مشاهده ما لم اكن اتخيل يوما أنه بهذه

القسوه و كنت أتعجب كثيرا ...ربي أما آن الأوان أن أشارك أسرتي هذه اللحظات الثقيله و لكن

سبحان الله ..فإنها رحمته الواسعه كانت تغمرني و لم أكن أشعر

فبالفعل لا يكلف الله نفسا إلا و سعها ...فإني أدركت ذلك كثيرا بعد هذ اليوم المشؤوم فقد

كانت الصدمه علي كبيره جدااا و تأثري بالموقف شديد للغايه ...و لكن بما أنه قد حدث ما حدث

و كان ما كان و صرت أنا شاهده عيان

فأشهد يازمان بما كان ....فسأسطر عليكم الموقف بتفاصيله لتسجله ذاكرة الأيام و لعلمي الشديد ببعده العميق عنكم و عن حتي مخيلاتكم

و لكني صممت علي المخاطرة بإعلامكم ...لتعلموا و تدركوا معي أين نحن ؟!......و أين نعيش ؟!...و في اي بلد ؟!....و تحت أي نظام ؟!!..فأنتم تعلموني منذ زمن ...هل أنا كائن غريب قادم

من المريخ ..أم أنا وحش هلامي يتخفي بينكم ...فأنا منكم و مثلكم ..."عاديه يعني "

من أتحدث عنهم هم زوار الفجر "محبي الظلام ""جبناء النهار "......فهم من يتسحبون في

وسط الليل لينفذوا مهماتهم اللي ضد القانون ...طبعا فإن كانت معه فما الذ ي يضطرهم للتخفي من أعين الناس و القيام بأوامرهم العليا سرا ....

و قبل أن أبدأ .. سأجيب علي هذا السؤال الذي يعتصر أذهانكم ..حاليا ...لماذا ؟!!!!!!

فقط لأن أبي شارك في مظاهرات و حمله خالد سعيد ...فقط لأن أبي ذهب لمناصرة البرادعي ؟؟؟فقط ...فقط

فيا أيها العالم اللعين ...البعيد عن أي موقف عظيم ...تجنب المظاهرات ..أياك و إبداء رأيك عش في سلام و سلبيه أمشي جنب الحيط و أنت بتتلفت حواليك ....أوعي تفكر تغير

...أوعي تفكر في الأحسن لبلدك فإياك أن تتخيل أنك مواطن شريف في بلد ديمقراطي ...فأنت مواطن محروم من أبسط حقوقك في هذا البلد الغير ديمقراطي بالمرة

فهذه هي خلاصه ما ستستنتجونه معي و لكن دعونا لا نسبق الأحداث


الساعة الواحده فجرا ...تدخل أسرتي منزلها بعد يوم طويل و شاق خارج المنزل

الساعة الواحده و النصف ..يتم طرق باب المنزل و الجرس في عنف غريب
آيه أختي كانت تقف في البلكونه ...تقول مفيش حد طلع العماره أصلا

فقد أتضح فيما بعد أنهم قاموا بركن البوكس في الشارع الخلفي و تسحبوا شخصا شخصا تحت


البلكونات كي لايراهم أحد ...ليه بقي ...هما حراميه حاشا لله ؟؟!!!!

و لكن كانت هذه اللحظات هي اصعبها علي لأني أكبر أخوتي ففكر ذهني في مليون حاجه مع بعض
نرجع ثانيا .....
علي الباب ...إصبع لعين يقوم بتغطيه العين السحريه .. أنا :مين من خلف الباب :أفتحي
أنا :أفتح إزاي مش تقولي أنت مين ؟ أنت عارف الساعه كام حضرتك ؟

أنا فعلا كنت فاكراهم حراميه بجد أو ناس مغيبه الوعي ...مكنش في علي الساحه أي أخبار

إعتقالات أو غيره علشان أبقي متوقعه الموقف ده

المهم انا مين تاني لا أري شيئا فالعدسه مغلقه ...اللي علي الباب أصوات ناس كتييير أفتحي يا

ماما بسرعه مباااااااااااحث -و كنت قد أدركت الموقف قبلها حين تحرك هذا الإصبع اللعين لأري

علي الباب مالايقل عن 7-8 من الأمن المركزي بالزي الكامل و الأسلحه اللعينه و ظل عقلي يعمل بسرعه غريبه في الخطوات الواجب أتخاذها حاليا :
1-طمئنه إخوتي الصغار
2- إيقاظ أبي اللي يعيني كان لسه داخل ينام من شويه
3- إرتداء أسدال الصلاه لكل بنات المنزل هما مش ضيوف حيكتفوا بالصالون بس البيت كله كمان دقايق حيبقي تحت أمرهم
2- إخفاء الموبايلات و الذهب و أي مبالغ ماليه و كل المتعلقات الثمينه لإننا بنتعامل مع حراميه محترفين اللي حيشوفوه أدامهم عليه العوض و منه العوض خلاااااااااص
و بعد مالباب أتفتح المشهد كالآتي :

داخل المنزل :1- ظابط غتييييييييت لابس بدله ...حديث التخرج ...قايم بدور الشرير
ظابط آخر بزي مدني قايم بدور الطيب


علي الباب 5 أمن مركزي

علي بابا العماره :2 آخرين لمنع دخول أو نزول أي حد من العماره ...و كل ده ليه علشان فكرنا نعترض علي اللي حصل لخالد سعيد ....
الأحداث :
أبي ينادي علي أنا و إخوتي جميعا ...تعالوا يا حبايبي تعالوا شوفوا عمو داخل علينا البيت

إزاي تعالوا شوفوا علشان تعرفوا إحنا عايشين فين و يخاطب الظابط :أصل إحنا المفروض

عايشين في بلد ديمقراطي و يأخذ اخي عبد الرحمن "2ب"بص يا حبيبي عمو الي واقف بره

البيت لابس إيه شفت جاين يآخدوا بابا إزاي ...ده العادي في بلدنا يا حبيبي

و بعدين يسأل الظابط فين أمر القبض علي الظابط أتفضل ألبس يا أستاذ عصام و لما تيجي

حتعرف كل حاجه بابا :أمر القبض ..مش المفروض قانون الطوارئ الجديد في حالات الإرهاب و

المخدرات بس و لا إيه و بعد محاولات عديده مفيش إذن نيابه أصلا ...فبابا قال للظابط أنا داخل ألبس و جاي معاك بس بمزاجي خد بالك انك معكش إذن أنك تخدني أصلا ..

فدخل أبي يلبس و يحضر شنطته و أنا و إخوتي في الخارج مع الظباط ...أنا للظابط الشرير

...بصراحه النهارده يوم غريب من أوله ..إحنا بره من أول اليوم و العجله أتسرقت و فلوس ضاعت و ختمت بيكوا ..هو يوم باين من أوله

الظابط الشرير بأستهزاء ...بيتعب بابا صح ...أنا بتحدي :طبعا بيتعب جدااا
الظابط الشرير :و بيتعبنا معاه
أنا :انتم اللي تعبين نفسكم علي الفاضي

أنا مخاطبه الظابط الشرير :طيب أتفضلوا أقعدوا يعني لو تحبوا تشربوا حاجه كمان مايه ...عصير
الظابط :شكرا

أنا :لأه بجد و الله عادي يعني أصل إحنا للأسف أتربينا علي كده لازم نكرم ضيوفنا حتي لو

داخلين علينا الساعه 2 بليل يآخدوا بابا و يقتحموا البيت ..فللأسف مضطره برده أعتبركم ضيوف ...هااااااه تشربوا إيه و طلعت للعساكر اللي بره و سألتهم نفس السؤال فقالوا شكرا و هما مستغربين الموقف جدااا و بيضحكوا

أنا :خلاص براحتكم ...بس بجد معرفتكوش حاطلني إيدكم علي العين و عايزني أفتح

...بتستخبوا مني يعني طيب قلي أنا حفتحلكم إزاي شيل إيدك من علي العين ..حفتحلك علي طول

الظابط :إحنا آسفين معلش طبعا ده الطيب

أنا و كل الحوار اللي جاي ده مع الطيب لأن الشريرأخد يتجول في الصالون و يطلع البلكونه و

يجري العديد من المكالمات ...
أنا :طيب قلي في إيه

الظابط :صدقيني مفيش حاجه ساعتين ..تلاته و حيبقي عندكم أنتي بس مش فاهمه
أنا :طيب فهمني

الظابط :متقلقيش

أنا :طيب حط نفسك مكاني مش أنت برده عندك ماما و بابا و أخوات ناس عادين زينا برده و لا إيه
الظابط :آه طبعا

أنا :طيب تخيل كده الساعه 2 بالليل ناس بيقتحموا بيتكم علشان يآخدوا باباك تعمل إيه
الظابط :مشيرا بإصبعه للسقف

أنا :طبعا فهمت أنها أوامر عليا بس أستهبلت و قلتله ربنا عليكم يعني و لا إيه

الظابط :علينا كلنا أنا :طيب أنا أسمي سلمي و عرفته علي إخواتي كلهم ...مين حضرتك بقي
الظابط :احمد و بعد تردد طويييييييل شكري

أنا :مباحث برده "أصله كان مرتدي زي مدني "
الظابط :يعني

أنا :طيب بابا نازل معاكم دلوقي بمزاجه...أنتم معكوش أمر نيابه يعني إحنا بادين الموضوع ودي فزي مبدأناه ودي ممكن نكلمه ودي و تديني رقم تليفون أطمن من خلاله علي بابا
الظابط :أستاذ عصام نازل نازل

أنا :بمزاجه بس حينزل بس أتصدق حظي حلو قوي المرة ده أنا كان نفسي أشوف اللي بيحصل أصلي كل مرة ببقي نايمه
أول مرة أشوف الموقف ده بس مكنتش متخيله أنه حيبقي بالمهزله ده

الظابط الشرير ...الظاهر بقي حس إن أنا لسه مشفتش حاجه و حب يوريني الموضوع علي أصوله

فإذا بي أفاجئ به يقتحم المنزل فعليا متجه لحجرة ابي و أنا طلعت أجري وراه انت رايح فين ...أستني لما بابا يطلعلك طبعا هو مش معبرني و بيتمشيي في البيت كإنه بيتمشي في

بيت أبوه و في اللحظه ده كل العساكر اللي كانوا علي الباب دخلوا الشقه هما كمان .....
ساعتها بقي حسيت بجد بعدم الأمان ...حسيت فعلا إن بيتنا بقي مداس لأي حد

طبعا هوكان قاصد أنه يستفزني و يمشي ببرود و يقلب كل اللي يقابله و يتفحصه بأطراف أصابعه ببرود مبالغ فيه ثم يلقيه علي الأرض ....و بدأصوته يعلي جدااااا ....أستاذ عصام

بطاقتك و موبايلك و الكمبيوتر فين ...و بدأ يفتش حجرة أبي و يفتح الأرفف و ألأدراج بمنتهي

السفاله و يقلب محتوياتها بمنتهي الوقاحه ....و أمي تصرخ في وجهه مش معقول كلام البنت يستفزك يعني .....

ثم نزل أبي معهم و أنتهي الموقف علي كده ...بالرغم من إني كنت شديده تمالك الأعصاب أمامهم ......بالرغم من إني و الله رأيت الخوف في أعينهم وعندما أفتحم الشريرغرفة أبي و

جريت خلفه جائني الظابط الطيب بسرعه ليقوم بتهدئتي ...و يفهمني أنه مجرد إجراء روتيني ...طيب ليه ...يفهمني ليه و يهديني ليه أصلا ...و الله كانوا أجبن مما كنت أتخيل

......علي الرغم من محاوله الشرير لإخافتنا و كان راسم نفسه علينا علي الآخر بالرغم من أنه كان يتمتع بأبشع الصفات اللي في الدنيا كلها كانت مجتمعه فيه

بالرغم من أنه كان يتحدث بمنتي الغباء و السفاله اللي في الدنيا بالرغم من أنه كان يتحرك

في منزلنا محاولا أن يرينا أنه يهين المنزل و يهيننا بكل ما اوتي من قوه إلا أنه و الله كان أعظم مثال للآيه "....و ألقي في قلوبهم الذعر ...."

و بالرغم من إني اول مرة أشاهد موقف مماثل ...و خوفي الرهيب علي أبي ...و أستفزازي

لدرجه فوق الخيال كنت لا أشعر بأي شئ و هم متواجون في المنزل بابا قالي في أول جواب و

صلنا منه إن الظابط كان حيتجنن من كلامي ...لكن فعلا و الله أول مقفلت الباب وراهم لم أستطع تمالك نفسي أنهرت بمعني أنهرت

ظللت أبكي بكاءا لم أبكيه طوال حياتي ...بكاءا بمراره

ياربي إيه الجرم اللي أرتكبناه ...علشان يحصل فينا كده ...غلطنا في إيه
بس فعلا من هذه اللحظه و هذا المشهد مسيطر علي تفكيري تماما ...لا استطيع إزالته من مخيلتي ...و تعهدت أنه من هذه اللحظه سأكرث نفسي فقط للإنتقاااام ...نعم للإنتقام .

..حتي و إن كان أضعف ما يمكنني فعله الدعاء عليهم ....ياربي أنت تعلم الظلم الذي تعرضنا له اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك ...أليست دعوة المظلوم مستجابه ...فكيف سيعيش هذا

الشر بعد الآن كيف سيتمكن هذا لظابط الشرير من متابعه حياته بسلام ...إن كان هناك مثلي الكثير يدعون عليه بحرمانه من أي راحه في الدنيا حتي راحه البال و أن تكون حياته يارب مثالا

للمصائب و الإبتلاءات ...و عبره لمن هم مثله كيف سيستطيع أن يغمض عينه ليلا ...يارب أري الإنتقام فيه فقد ظلمنا حقا بالطبع ليس هو فقط فإنها مسأله نظام لكن بالنسبه لي فقد أصبح الظلم متمثل فيه

و لكن ما سيجنني حقا ....و أحتاج منكم أن تجيبوني لأرتاح ....
أي جرم أرتكبته أبي
مش كلكم ثرتم لخالد سعيد و لاااااااا
مش كلكم برده مأيدين البرادعي


مطلوب مني انا و إخواتي بعد الموقف اللي عيشنا ها ده إزاي نقدر نحب البلد ده إزاي نقدر نشعر بالأمان فيها ...و أبي معرض في أي لحظة أنه ميبقاش معانا


لم أقص عليكم قصتي لأسمع تعاطفكم
لكن عشان نفوق بقي و نعرف
إحنا عايشن فيييييييين ؟؟؟؟!!!!!!

ده لينك الخبر
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=67279&SecID=211
2-